موقف اليهود من الدار الآخرة :
لا تكاد ترى في التوراة شيئا عن الإيمان باليوم الآخر ولا بالدار الآخرة، فكل همهم، ومبلغ علمهم بالجنة هي أرض فلسطين ، ولذلك يكشف القرآن عما في قلوبهم من استهانة واستخفاف بعذاب النار، ومن كبرهم واستكبارهم وافترائهم، وكأن الجنة ما خُلقت إلا لهم .. )وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ( البقرة: 80.
( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) البقرة: 111.
ولذلك يتوجه لهم القرآن بهذا السؤال :
قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ. وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )البقرة 94: 95.
- هذه هي عقيدة اليهود في إيمانهم بالله سبحانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .
- وورد في بعض أسفارهم ( أسفار التلمود ) :
إن الله يقضي الساعات الثلاث الأولى من النهار في مذاكرة الشريعة، والساعات الثلاث الثانية في شئون الحكم بين الناس، والساعات الثلاث الثالثة في تدبير العيش للخلق، أما الساعات الأخيرة فيقضيها في اللعب مع الحوت ملك الأسماك، وهو حيوان كبير جداً يتسع حلقه لسمكة طولها ثلاثمائة فرسخ بدون أن تضايقه، وقد رأى الله أن يحرمه من أنثاه حتى لا يتناسلا فيملأ الدنيا وحوشاً تهلك مَن فيها وتأتي على الحرث والنسل. ولهذا حبس الذكر بقوته الإلهية وقتل الأنثى وملحها وحفظها لطعام المؤمنين في الفردوس. وأما ساعات الليل فيقضيها الإله في مذاكرة التلمود مع الملائكة ومع ملك الشياطين الذي يصعد إلى السماء كل ليل ثم يهبط إلى الأرض بعد انتهاء هذه الندوة العلمية. وقد تغيَّر هذا النظام بعد أن قدَّر الله هدم الهيكل وتشريد بني إسرائيل. فقد اعترف الإله بخطئه في هذا الصدد وندم على ما فعله، وخصص ثلاثة أرباع الليل للبكاء والندم، وكان إذا بكى سقطت من عينيه دمعتان في البحر فيسمع دويهما في الآفاق، وتضطرب المياه وترتجف الأرض، فتنجم عن ذلك الزلازل.
- ويزعم التلمود: إن الله يردد أثناء بكائه ونحيبه عبارات تدل على ندمه مما فعل فيقول: تبا لي أمرت بخراب بيتي وإحراق الهيكل وتشريد أولادي. ويقول حينما يسمع الناس يمجدونه: طوبى لمن يمجده الناس وهو مستحق لذلك، وويل للأب الذي يمجده أبناؤه مع عدم استحقاقه لذلك لأنه قد قضى عليهم بالتشريد والشقاء.
ويل لهم ثم ألف ويل: ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا ( الكهف:5. (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا)الإسراء 43.
ومن مظاهر الانحراف في شريعة اليهود :
- إن اليهود محرم عليهم في شريعتهم أن يقتل بعضهم بعضا، وأن يخرج بعضهم بعضا من ديارهم، على حين أنه مباح للإسرائيليين، بل واجب عليهم غزو الشعوب الأخرى، وخاصة شعب كنعان، وواجب عليهم بعد انتصارهم على بلد ما أن " يضربوا رقاب جميع رجالها البالغين بحد السيف " فلا يبقوا على أحد منهم، ويسترقوا جميع نسائها وأطفالها ويستولوا على جميع ما فيها من مال وعقار ومتاع، وأن ينهبوه حسب تعبير أسفارهم. " فقرة 13، 14 من إصحاح 20 من سفر التثنية ".
- ومن ذلك : إن الإسرائيلي إذا باع نفسه بيعا اختياريا لأخيه الإسرائيلي في حالة عوزه وحاجته إلى المال فإن رقه يكون موقوتا بأجل يرجع بعده إلى الحرية ، على حين أن الرق المضروب على غير الإسرائيلي يظل قائما أبد الآبدين . " فقرات 10، 29 – 47 إصحاح 25 من سفر اللاويين، وفقرة 12 من إصحاح 15 من سفر التثنية، وفقرات 2، 7 – 11 من إصحاح 21 من سفر الخروج ".
- ومن ذلك: إنه ما كان يجوز للإسرائيلي أن يتعامل بالربا مع أخيه الإسرائيلي ولا أن يأخذ منه رهناً بدينه، وإذا أخذ منه في الصباح رهناً من المتاع الذي لا يستغني عنه في حياته اليومية، كالرحا التي يطحن عليها قوته، وجب أن يرده إليه في المساء، أما غير الإسرائيلي فمباح للإسرائيلي أن يمتصه ويتعامل معه بأشنع أنواع الربا الفاحش. " فقرة 35 من إصحاح 15، وفقرة 20 من إصحاح 23 من سفر التثنية ".
- بل إن من أسفارهم ما تقرر: إن شعب كنعان قد كتب عليه في الأزل أن يكون رقيقاً لبني إسرائيل وأنه لا ينبغي أن يكون لأفراد هذا الشعب وظيفة ما في الحياة غير هذه الوظيفة، فإن تمردوا عليها أو طمحوا إلى الحرية وجب على بني إسرائيل أن يردوهم إليها بحد السيف. وتقرر أسفارهم أن هذا الوضع قد فرض عليهم لدعوة دعاها نوح على بني كنعان ونسله. وذلك أن نوحاً، حسب ما يزعمه سفر التكوين، قد شرب مرة نبيذ العنب الذي غرس كرمة بيده بعد الطوفان بدون أن يعلم خاصيته المسكرة، ففقد وعيه وانكشفت سوأته، فرأه ابنه حام على هذه الصورة فسخر منه، وحمل الخبر إلى أخويه سام ويافث. ولكن هذين كانا مؤدبين في جنب أبيهما وبارين به، فحملا رداء وسارا به نحو أبيهما وهما مستظهران له حتى لا يقع نظرهما على عورته، وسترا ما انكشف من جسمه. فلما أفاق نوح وبلغه ما كان من موقف أولاده حياله لعن كنعان بن حام، ودعا على نسله أن يكونوا عبيداً لعبيد أولاد ساد ويافث. " فقرات 20- 29 من الإصحاح التاسع من سفر التكوين ".
- ومن مظاهر الانحراف في شريعتهم كذلك: أنها تقر كثيراً من أنواع الفحشاء. فقد جاء في تلمودهم: أن الولد الإسرائيلي لا يعاقب إذا زنى بأمه الأرملة، بل يجب عليه في هذه الحالة أن يستمر على الزنا معها بعد زواجه صيانة للحالة التي كانت عليها قبل زواجه، وأن ذلك يعد حقا لها عليه.
- وجاء في تلمودهم كذلك : إن الوالد الذي زنى ببنته بعد وفاة أمها لا يُقام عليه الحد ، بل لا يعاقب ولا يزجر . لأنه بذلك يحفظ أمواله أن يبزها مع العاهرات الأجنبيات، ويدرب ابنته على شئون الزوجية. " انظر في ذلك مقالا للأستاذ عمر فتحي زاده بعنوان ( صفحات مؤلمة من تاريخ البلقان ) نشر في عدد فبراير 1965 م من مجلة الاعتصام القاهرية ".
· موقف اليهود من رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لقد تفرق اليهود في أماكن شتى في الشام وجزيرة العرب - خاصة المدينة – ينتظرون خروج الرسول صلى الله عليه وسلم المبعوث من عند الله، وكان اليهود يطمعون أن يكون هذا النبي منهم، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، لأنه ليس منهم.
ولقد وردت قصة عن أم المؤمنين صفية بنت حيى بن أخطب، أخبرت أنها كانت أحب الأولاد إلى أبيها وعمها، ثم تخبر أنه يوم جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قباء خرج والدها وعمها إلى هناك وعادا مع غروب الشمس كالين، كسلانين، ساقطين فتعرضت لهما فأعرضا عنها.
ودار بينهما حوار عن الرسول صلى الله عليه وسلم: وفيه اعتراف بأنه هو النبي الرسول الخاتم التي بشرت به كتبهم، إلا أنهم أعلنوا عداوته ما بقوا.
- ولذلك علينا أن نتذكر ما فعلوه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- تكذيبه مع أنه جاء بكتاب مصدقا لما معهم.
- تحريض الكفار عليه.
- محاولة قتله بإلقاء الحجر عليه ( في بنى النضير ).
- محاولة سمه بوضع السم في لحم الشاة.
- الخيانة ونقض العهد في زمن الحرب ( ما كان من بني قريظة مع قريش يوم الخندق ).
هذه نبذة مختصرة عن عقيدة اليهود وفسادها، وتجرؤهم على الله وعلى ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعدائهم الشديد للإسلام والمسلمين ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.
· عدو اليوم هو عدو الأمس، أهدافهم واحدة.. قديما قتلوا الأنبياء والمصلحين.. واليوم يقتلون القادة والمجاهدين، لا يرحموا صغيراً ولا كبيراً، رجلا ولا امرأة، طفلاً ولا شابا.. يدنسوا المقدسات.. ويعتدوا على الحرمات.. يسلبوا الأرض ويهتكوا العرض.. يريدون هدم أقصانا ومسر نبينا وحبيبنا المصطفى خير الورى..
وفي المقابل: شجب واعتراض.. وللأسف!! أصبح الآن لا شجب.. لا اعتراض.. ذل وهوان.. ضعف واستكانة.. هذا صدق قول المصطفى.. ضعف ووهن.. حب للدنيا وكراهية للموت.. أصبحنا طعاما شهيا على مائدة اللئام، تفرق الشمل بينهم إلا علينا !!!.
أيها الأحبة /
اعرفوا عدوكم وتمسكوا بدينكم، (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (الأنفال: 60. (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة: 2. ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )الحج: 78.
ووقتها نعرف حقيقة أعدائنا الذين قال الله فيهم ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) الحشر: 14. هذه حقيقتهم.. جبناء، لا يستأسدوا إلا على الضعفاء.
هؤلاء هم اليهود .. فما موقفنا منهم ومن تطاولهم؟ :
لا تقل ماذا أفعل ؟ فإن بيدك أن تفعل الكثير والكثير، ومن ذلك:
* إصلاح نفسك والبُعد عن كل ما يغضب الله عز وجل ويسخطه، يتمثل ذلك في:
- المحافظة على الصلاة في أوقاتها وجماعة " من خان حي على الفلاح خان حي على الكفاح ".
- المحافظة على الطاعات بأنواعها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- ترك المنكرات التي من شأنها تأخير النصر " احذر أن يؤتى الإسلام من خندقك " ولا تكن سبباً في تأخر النصر.
- إصلاح الأهل ومَن في محيطك، أعدَّ خنساء وصلاح لتحرير القدس وبلاد المسلمين. " اعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه ".
- عش للقضية- الأقصى وفلسطين- وانصرها واعلم " أن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المأجورة ".
- جاهد بالمال والنفس " ومن يوق شح نفسه ".
- حدث نفسك بالجهاد وكن على أهب الاستعداد.
- قاطع منتجات الأعداء، واحذر أن تُهزم في هذا الميدان.
- الدعاء سلاح والسلاح بضاربه، فكن خير رام، فهناك من يحتاج إلى سهامك.
اللهم نصرك، اللهم حرر قدسنا, اللهم إن نصرك قريب، والفجر لاح نوره من جديد، وجند صلاح عادوا فهل من مجيب ؟ .