مــنــتــديات دربـــــــكة
قصة يوسف عليه السلام 13401713
مــنــتــديات دربـــــــكة
قصة يوسف عليه السلام 13401713
مــنــتــديات دربـــــــكة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نتشرف بيك ان تكون واحد مننا ونتمني لك التوفيق
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لازم تسجل حتي تستطيع النسخ

 

 قصة يوسف عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin

قصة يوسف عليه السلام Stars10
Admin


ذكر
قصة يوسف عليه السلام Male_e10
عدد المشاركات : 672
تاريخ التسجيل : 15/02/2011
العمر : 40
قصة يوسف عليه السلام 310
الاوسمة


قصة يوسف عليه السلام 526206613


قصة يوسف عليه السلام (27)


قصة يوسف عليه السلام 304071845




قصة يوسف عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصة يوسف عليه السلام   قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالخميس مارس 10, 2011 7:21 am

في ليلة من الليالي رأى يوسف – عليه السلام – وهو نائم رؤيا عجيبة ، فقد رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له فلما استيقظ ، ذهب إلى أبيه يعقوب – عليه السلام – في هذه الرؤيا . فعرف أن ابنه سيكون له شأن عظيم ، فحذره من أن يخبر إخوته برؤياه ، فيفسد الشيطان قلوبهم ، ويجعلهم يحسدونه على ما آتاه الله من فضله ، فلم يقص رؤيته على أحد . وكان يعقوب يحب يوسف حبًّا كبيرًا ، ويعطف عليه ويداعبه ، مما جعل إخوته يحسدونه ، ويحقدون عليه ، فاجتمعوا جميعا ليدبروا له مؤامرة تبعده عن أبيه .
فاقترح أحدهم أن يقتلوا يوسف أو يلقوه في أرض بعيدة ، فيخلو لهم أبوهم ، وبعد ذلك يتوبون إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، ولكن واحدًا آخر منهم رفض قتل يوسف ، واقترح عليهم أن يلقوه في بئر بعيدة ، فيعثر عليه بعض السائرين في الطريق ، ويأخذونه ويبيعونه . ولقيت هذه الفكرة استحسانًا وقبولاً ، واستقر رأيهم على نفيه وإبعاده ، وأخذوا يتشاورون في تدبير الحيلة التي يمكن من خلالها أخذ يوسف وتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ففكروا قليلا ، ثم ذهبوا إلى أبيهم وقالوا له : ( يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون )[ يوسف : 11 ] .
فأجابهم يعقوب – عليه السلام – أنه لا يقدر على فراقه ساعة واحدة ، وقال لهم : ( أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون ) [ يوسف : 13 ] .
فقالوا : ( لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون ) [ يوسف :14 ] . وفي الصباح ، خرج الأبناء جميعًا ومعهم يوسف – عليه السلام – إلى الصحراء ، ليرعوا أغنامهم ، وما إن ابتعدوا به عن أبيهم حتى تهيأت لهم الفرصة لتنفيذ اتفاقهم ، فساروا حتى وصلوا إلى البئر ، وخلعوا ملابسه ثم ألقوه فيها ، وشعر يوسف بالخوف ، والفزع ، لكن الله كان معه ، حيث أوحى إليه ألا تخاف ولا تجزع فإنك ناج مما دبروا لك . وبعد أن نفذ إخوة يوسف مؤامرتهم ، جلسوا يفكرون فيما سيقولون لأبيهم عندما يسألهم ، فاتفقوا على أن يقولوا لأبيهم إن الذئب قد أكله ، واخلعوا يوسف قميصه ، وذبحوا شاة ، ولطخوا بدمها قميص يوسف .
وفي الليل ، عادوا إلى أبيهم ، ولما دخلوا عليه بكوا بشدة ، فنظر يعقوب إليهم ولم يجد فيهم يوسف معهم ، لكنهم أخبروه أنهم ذهبوا ليتسابقوا ، وتركوا يوسف ليحرس متاعهم ، فجاء الذئب وأكله ، ثم أخرجوا قميصه ملطخًا بالدماء ، ليكون دليلا لهم على صدقهم . فرأى يعقوب – عليه السلام – القميص سليمًا ، حيث نسوا أن يمزقوه ، فقال لهم : عجبًا لهذا الذئب كان رحيمًا بيوسف أكله دون أن يقطع ملابسه . ثم قال لهم مبينًا كذبهم : ( بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون ) [ يوسف : 18] .
أما يوسف فكان لا يزال حبيسًا في البئر ينتظر الفرج والنجاة ، وبينما هو كذلك ، مرت عليه قافلة متجهة إلى مصر ، فأرادوا أن يتزودوا من الماء ، فأرسلوا أحدهم إلى البئر ليأتيهم بالماء ، فلما ألقى دلوه تعلق به يوسف ، فنظر في البئر فوجد غلامًا جميلاً يمسك به ، ففرح الرجل ونادي رجال القافلة ، فأخرجوا يوسف ، وأخذوه معهم إلى مصر ليبيعوه . وكان عزيز مصر في هذا اليوم يتجول في السوق ، ليشتري غلامًا له ؛ لأنه لم يكن له أولاد ، فوجد هؤلاء الناس يعرضون يوسف للبيع ، فذهب إليهم ، واشتراه منهم بعدة دراهم قليلة .
ورجع عزيز مصر إلى زوجته ، وهو سعيد بالطفل الذي اشتراه ، وطلب من زوجته أن تكرم هذا الغلام ، وتحسن معاملته ، فربما نفعهما أواتخذاه ولدًا لهما ، وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض فأصبح محاطًا بعطف العزيز ورعايته .
ومرت السنون ، وكبر يوسف ، وأصبح شابًا قويًّا ، رائع الحسن ، وكانت امرأة العزيز تراقب يوسف يومًا بعد يوم ، وازداد إعجابها به لحظة بعد أخرى ، فبدأت تظهر له هذا الحب بطريق الإشارة والتعريض ، لكن يوسف -عليه السلام – كان يعرض عنها ، ويتغافل عن أفعالها ، فأخذت المرأة تفكر كيف تغري يوسف بها . وذات يوم، انتهزت فرصة غياب زوجها عن القصر ، فتعطرت وتزينت ، ولبست أحسن الثياب ، وغلقت الأبواب ودعت يوسف حتى أدخلته حجرتها ، وطلبت منه أن يفعل معها الفاحشة .
لكن يسوف بعفته وطهارته امتنع عما أرادت ، ورد عليها ردًّا بليغًا حيث قال : ( معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ) [ يوسف : 23 ] .
ثم أسرع يوسف – عليه السلام – ناحية الباب يريد الخروج من المكان ، لكن امرأة العزيز لم تدع الفرصة تفوتها ، فجرت خلفه ، لتمنعه من الخروج ، وأمسكت بقميصه فتمزق .
وفجأة ، حضر زوجها العزيز ، وتأزم الموقف ، وزاد الحرج ، لكن امرأة العزيز تخلصت من حرج موقفها أمام زوجها ، فاتهمت يوسف بالخيانة ومحاولة الاعتداء عليها ، وقالت لزوجها : ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يسجن أو عذاب أليم ) [ يوسف : 25] .
وأمام هذا الاتهام ، كان على يوسف أن يدافع عن نفسه ، فقال : ( هي راودتني عن نفسي ) [ يوسف : 26] . فاحتكم الزوج إلى رجل من أهل المرأة ، فقال الرجل من غير تردد انظروا : ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) [ يوسف : 26-27 ] .
فالتفت الزوج إلى امرأته ، وقال لها : ( إنه من كيدكم إن كيدكن عظيم ) [ يوسف : 28 ] ، ثم طلب العزيز من يوسف أن يهمل هذا الموضوع ، ولا يتحدث به أمام أحد ، ثم طلب من زوجته أن تستغفر من ذنبها وخطيئتها .
واتفق الجميع على أن يظل هذا الفعل سرًّا لا يعرفه أحد ، ومع ذلك فقد شاع خبر مراودة امرأة العزيز ليوسف ، وطلبها للفاحشة ، وانتشر في القصر وتحدث نساء المدينة بما فعلته امرأة العزيز مع فتاها ، وعلمت امرأة العزيز بما قالته النسوة عنها ، فغضبت غضبًا شديدًا ، وأرادت أن تظهر لهن عذرها ، وأن جمال يوسف وحسن صورته هما اللذان جعلاها تفعل ذلك ، فأرسلت إليهن ، وهيأت لهن مقاعد مريحة ، وأعطت كل واحدة منهن سكينا ، ثم قالت ليوسف : اخرج عليهن . فخرج يوسف متمثلاً لأمر سيدته ، فلما رآه النسوة انبهرن بجماله وحسنه ، وقطعن أيديهن دون أن يشعرن بذلك ، وظن جميع النسوة أن الغلام ما هو إلا ملك ، ولا يمكن أن يكون بشرًا . فقالت امرأة العزيز : ( فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين ) [ يوسف : 32] .
واقتنع النساء بما تفعله امرأة العزيز مع يوسف ، فلما رأى ذلك منهن قال : ( قال رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ) [ يوسف : 33 ] . وكادت تحدث فتنة في المدينة بسبب عشق النساء ليوسف ، فرأى القائمون على الأمر في مصر أن يسجن يوسف إلى حين ، فسجنوه ، وظل يوسف – عليه السلام – في السجن فترة ، ودخل معه السجن فتيان أحدهما خباز والآخر ساقي ، ورأيا من أخلاق يوسف وأدبه وعبادته لربه ما جعلهما يعجبان به ، فأقبلا عليه ذات يوم يقصان عليه ما رأيا في نومهما ، ( قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ) [ يوسف : 36] .
ففسر لهما يوسف رؤياهما ، بأن أحدهما سيخرج من السجن ، ويرجع إلى عمله كساق للملك ، وأما الآخر وهو خباز الملك فسوف يصلب ، وتأكل الطير من رأسه . وقبل أن يخرج ساقي الملك من السجن طلب من يوسف أن يذكر أمره عند الله ، ويخبره أن في السجن بريئًا حبس ظلمًا ، حتى يعفو عنه ، ويخرج من السجن ، ولكن الساقي نسى ، فظل يوسف في السجن بضع سنين ، وبمرور فترة من الزمن تحقق ما فسره لهما يوسف .
وفي يوم من الأيام ، نام الملك فرأى في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع نحيفات ، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ، فقام من نومه خائفا مفزوعًا مما رآه ، فجمع رجاله وعلماء دولته ، وقص عليهم ما رآه ، وطلب منهم تفسيره ، فأعجزهم ذلك ، وأرادوا صرف الملك عنه حتى لا ينشغل به ، فقالوا : ( أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ) [ يوسف : 44] .
لكن هذه الرؤيا ظلت تلاحق الملك وتفزعه أثناء نومه ، فانشغل الملك بها ، وأصر على معرفة تفسيرها ، وهنا تذكر الساقي أمر يوسف ، وطلب أن يذهب إلى السجن ليقابل يوسف ، وهناك طلب منه أن يفسر رؤيا الملك ، ففسر يوسف البقرات السمان والسنبلات الخضر بسبع سنين يكثر فيها الخير وينجو الناس فيه من الهلاك .
ولم يكتف يوسف بتفسير الحلم ، وإنما قدم لهم الحل السليم . وما يجب عليهم فعله تجاه هذه الأزمة ، وهو أن يدخروا في سنوات الخير ما ينفعهم في سنوات القحط والحاجة من الحبوب بشرط أن يتركوها في سنابلها ، حتى يأتي الله بالفرج . ولما عرف الساقي تفسير الرؤيا ، رجع إلى الملك ليخبره بما قاله له يوسف . ففرح الملك فرحًا شديدًا ، وراح يسأل عن ذلك الذي فسر رؤياه ، فقال الساقي : يوسف . فقال الملك على الفور : ائتوني به .
فذهب رسول الملك إلى يوسف وقال له : أجب الملك ، فإنه يريد أن يراك ، ولكن يوسف رفض أن يذهب إلى الملك قبل أن تظهر براءته ، ويعرف الملك ما حدث له من نساء المدينة . فأرسل الملك في طلب امرأة العزيز وباقي النسوة ، وسألهن عن الأمر ، فقلن معترفات بذنوبهن مقرَّات بخطئهن ، ومعلنات عن توبتهن إلى الله : ما رأينا منه سوءًا ، وأظهرت امرأة العزيز براءة يوسف أمام الناس جميعًا .
عندئذ أصدر الملك قراره بتبرئة يوسف مما اتهم به ، وأمر بإخراجه من السجن وتكريمه ، وتقريبه إليه . ثم خيره أن يأخذ من المناصب ما شاء فقال يوسف : ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليهم ) [ يوسف : 55] . فوافق الملك على أن يتقلد يوسف هذا المنصب لأمانته وعلمه .
وتحققت رؤيا الملك ، وانتهت سنوات الرخاء ، وبدأت سنوات المجاعة ، وجاء الناس من كل مكان في مصر والبلاد المجاورة ليأخذوا حاجتهم من خزائن الملك .
وفي يوم من الأيام ، وأثناء توزيع الحبوب على الناس إذا بيوسف أمام رجال يعرفهم بلغتهم وأشكالهم وأسمائهم ، وكانت مفاجأة لم يتوقعوها ، إنهم إخوته ، أبناء أبيه يعقوب – عليه السلام – ، الذي ألقوه في البئر وهو صغير ، لقد جاءوا محتاجين إلى الطعام ، ووقفوا أمامه دون أن يعرفوه ، فقد تغيرت ملامحه بعدما كبر ، فأحسن يوسف إليهم ، وأنسوا هم به ، وأخبروه أن لهم أخا أصغر من أبيهم لم يحضر معهم ، لأن أباه يحبه ولا يطيق فراقه . فلما جهزهم يوسف بحاجات الرحلة ، وقضى حاجتهم ، وأعطاهم ما يريدون من الطعام ، قال لهم : ( ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين * فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون ) . [ يوسف : 59 -60 ] . فأظهروا أن الأمر ليس ميسورا وسوف يمانع ، ليستبدلوا بها القمح والعلف في رحالهم بدلا من القمح فيضطروا إلى العودة إليه بأخيهم .
وعاد إخوة يوسف إلى أبيهم ، وقالوا : ( يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون ) [ يوسف : 63] ، فرفض يعقوب . وذهب الإخوة إلى بضاعتهم ليخرجوها ففوجئوا ببضاعتهم الأولى التي دفعوها ثمنا ، ولم يجدوا قمحا ، فأخبروا والدهم أن بضاعتهم قد ردت إليهم ، ثم أخذوا يحرجون أباهم بالتلويح له بمصلحة أهلهم في الحصول على الطعام ، ويؤكدون له عزمهم على حفظ أخيهم ، ويرغبونه بزيادة الكيل لأخيهم ، فقد كان يوسف يعطي لكل فرد حمل بعير .
فقال لهم أبوهم : ( لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل ) [ يوسف : 66] ، ولم ينس أن يوصيهم في هذا الموقف وينصحهم ، فقال لهم : ( يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ) [ يوسف : 67] . وسافر الإخوة إلى مصر ، ودخلوها من حيث أمرهم أبوهم ، ولما وقفوا أمام يوسف ، دعا أخاه الصغير ، وقربه إليه ، واختلى به ، وأخبره أنه يوسف أخوه .
ثم وزن البضاعة لإخوته ، فلما استعدوا للرحيل والعودة إلى بلادهم ، إذا بيوسف يريد أن يستبقي أخاه بجانبه ، فأمر فتيانه بوضع السقاية ( إناء كان يكيل به ) في رحل أخيه الصغير ، وعندما بدأت القافلة في الرحيل إذا بمناد ينادي ويشير إليهم : ( إنكم لسارقون ) [ يوسف : 70 ] . فأقبل الإخوة يتساءلون عن الذي فقد ، فأخبره المنادي أنه فقد مكيال الملك ، وقد جعل لمن يأتي به مكافأة قدرها حمل بعير . وهنا لم يتحمل إخوة يوسف ذلك الاتهام ، فدخلوا في حوار ساخن مع يوسف ومن معه ، فهم ليسوا سارقين وأقسموا على ذلك . فقال الحراس : ( فما جزاؤه إن كنت كاذبين )[ يوسف : 74 ] . هنا ينكشف التدبير الذي ألهمه الله يوسف ، فقد كان الحكم السائد في شريعة بني إسرائيل أن السارق يكون عبدًا للمسروق منه ، ولما كان يوسف – عليه السلام – يعلم أن هذا هو جزاء السارق في شريعة بني إسرائيل ، فقد قبل أن يحتكم إلى شريعتهم دون شريعة المصريين ، ووافق إخوته على ذلك لثقتهم في أنفسهم . فأصدر يوسف الأوامر لعماله بتفتيش أوعية إخوته . فلم يجدوا شيئا ، ثم فتشوا وعاء أخيه ، فوجدوا فيه إناء الكيل .
وتذكر إخوة يوسف ما وعدوا به أباهم من عودة أخيهم الصغير إليه ، فقالوا : ( يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين ) [ يوسف : 78] . فقال يوسف : ( معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذًا لظالمون ) [ يوسف : 79] .
وهكذا مكن الله ليوسف أن يحتفظ بأخيه ، أما الإخوة فقد احتاروا وجلسوا يفكرون فيما سيقولونه لأبيهم عندما يعودون ، فقرر كبيرهم ألا يبرح مصر ، وألا يواجه أباه إلا أن يأذن له أبوه ، أو يقضي الله له بحكم ، وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ، ويخبروه صراحة بأن ابنه سرق ، فأخذ بما سرق ، وإن شك في ذلك ؛ فليسأل القافلة التي كانوا معها أو أهل المدينة التي كانوا فيها . فعادوا إلى أبيهم وحكوا له ما حدث ، إلا أن أباهم لم يصدقهم ، وقال : ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعًا إنه هو العليم الحكيم ) [ يوسف : 83] ، ثم تركهم ، وأخذ يبكي على يوسف وأخيه ، حتى فقد بصره ، فاغتاظ أبناءه وقالوا : ( تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضًا أو تكون من الهالكين ) [ يوسف : 85 ] .
فرد يعقوب – عليه السلام – عليهم أنه يشكو أمره لله ، وليس لأحد من خلقه ، وطلب منهم أن يذهبوا ليبحثوا عن يوسف وأخيه ، فهو يشعر بقلب المؤمن أن يوسف مازال حيًّا ، والمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبدًا .
وتوجه الأبناء إلى مصر للمرة الثالثة يبحثون عن أخيهم ، ويلتمسون بعض الطعام ، وليس معهم إلا بضاعة رديئة . ولما وصلوا مصر دخلوا على يوسف ، فقالوا له : ( يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يحب المتصدقين ) [ يوسف : 88 ] . ففاجأهم يوسف بهذا السؤال : ( هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ) [ يوسف : 89] ، فتنبهوا إلى رنين هذا الصوت ، وإلا هذه الملامح التي ربما يعرفونها ، فقالوا : ( أئنك لأنت يوسف ) [يوسف : 90] .
فأخبرهم يوسف بحقيقته ، وبفضل الله عليه . فاعتذر له إخوته ، وأقروا بخطئهم ، فعفا يوسف عنهم ، وسأل الله لهم المغفرة . ثم سألهم يوسف عن أبيه ، فعلم منهم أنه قد فقد بصره بسبب حزنه عليه ، فقال لهم : ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين ) [ يوسف : 93] .
فأخذوا القميص وخرجوا من مصر متوجهين إلى فلسطين وقبل أن تصل العير قال يعقوب لمن حوله : ( إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) [ يوسف : 94 ] ، فقالوا له : تالله إنك لفي ضلالك القديم ) [ يوسف : 95]
وبعد أيام عادة إخوة يوسف إلى أبيهم ، وبشروه بحياة يوسف وسلامة أخيه ، ثم أخرجوا قميص يوسف ، ووضعوه على وجه يعقوب ، فارتد إليه بصره .
وطلب إخوة يوسف من أبيهم أن يستغفر لهم ، فوعدهم يعقوب بأنه سيستغفر لهم الله وقت السحر ؛ لأن هذا أدعى إليه استجابة الدعاء . وغادر بنو إسرائيل أرضهم متوجهين إلى مصر ، فلما دخلوها ، استقبلهم يوسف بترحاب كبير ، وأكرم أبويه ، فأجلسهما على كرسيه ، وهنا لم يتمالك يعقوب وامرأته وبنوه الأحد عشر أنفسهم حتى انحنوا تحية ليوسف وإكبار لوفائه ، وتقديرا لعفوه وفضله ، وتذكر يوسف رؤياه القديمة التي رآها وهو صغير ، فالأحد عشر كوكبًا بعدد إخوته ، والشمس والقمر هنا أبواه ، فقال : ( يا أبت هذا تأويل رُءياى من قبل قد جعلها ربي حقًّا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم )[ يوسف : 100 ] .
ثم توجه يوسف – عليه السلام – إلى الله – عزوجل – يشكره على نعمه ، فقال : ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين ) [ يوسف : 101] .
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس . فقال : ” أتقاهم ” . فقالوا : ليس عن هذا نسألك . فقال : ” فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ” [ متفق عليه ] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://drbkka.yoo7.com
عاشق

قصة يوسف عليه السلام Default6
عاشق


ذكر
عدد المشاركات : 278
تاريخ التسجيل : 16/02/2011
قصة يوسف عليه السلام 8010
الاوسمة


قصة يوسف عليه السلام 370618829





قصة يوسف عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة يوسف عليه السلام   قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالثلاثاء مارس 22, 2011 9:00 pm

قصة يوسف عليه السلام 388455
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin

قصة يوسف عليه السلام Stars10
Admin


ذكر
قصة يوسف عليه السلام Male_e10
عدد المشاركات : 672
تاريخ التسجيل : 15/02/2011
العمر : 40
قصة يوسف عليه السلام 310
الاوسمة


قصة يوسف عليه السلام 526206613


قصة يوسف عليه السلام (27)


قصة يوسف عليه السلام 304071845




قصة يوسف عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة يوسف عليه السلام   قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2011 6:39 am

يسلمووووووووووووو علي المرور الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://drbkka.yoo7.com
 
قصة يوسف عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قصة نبي الله موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام
» قصة نوح عليه السلام
» قصة شيث عليه السلام
» قصة محمد عليه السلام
» قصة عيسى عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــنــتــديات دربـــــــكة  :: الاقسام الاسلامية :: قصص الانبياء والرسل والصحابه-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
انثى متمرده
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
Admin
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
اشراقه الكون
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
عاشق
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
دلوعة ابوها
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
المغامر
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
الولد الشقى
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
حبيبه
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
لأجل عينيك
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
ياسر الجندي
قصة يوسف عليه السلام I_vote_rcapقصة يوسف عليه السلام I_voting_barقصة يوسف عليه السلام I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
»  قصة نبي الله موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالسبت ديسمبر 13, 2014 1:08 pm من طرف المغامر

» والجبال أوتاداً
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 6:56 pm من طرف حسن همام

» اجمل ما غني امير الغناء هاني شاكر -------
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالسبت سبتمبر 03, 2011 2:41 pm من طرف mostafa

» اللعن والسباب
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالإثنين أغسطس 08, 2011 3:31 pm من طرف حسام الكينج

» إلى كل من ابتعد عن القسم الأسلامي
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالإثنين أغسطس 08, 2011 3:19 pm من طرف حسام الكينج

» عضو جديد فى المنتدى
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالإثنين يوليو 04, 2011 4:45 pm من طرف mostafa

» فيلم الانتقام الهندي الاكثر من رائع THE GENTLEMAN
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالأحد يونيو 26, 2011 6:07 pm من طرف mostafa

» الجنة تنادي للشيخ خالد الراشد
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالأحد يونيو 26, 2011 10:38 am من طرف امير الحب

» اْحاديث شريفة...
قصة يوسف عليه السلام Icon_minitimeالأحد يونيو 26, 2011 10:05 am من طرف امير الحب

اقسام المنتدي
المنتدى الاسلامي العام : منتدى الشريعة والحياة : منتدى السيرة النبويه والأحاديث : منتدى الصوتيات والمرئيات والاناشيد : منتدى القران الكريـم : منتدى الشاب والفتاة المسلمه : منتدى الحج والعمره : قصص الانبياء والرسل والصحابه : المناسبات والتهانى والاهداءات : فضفضه من القلب : منتدى الاخبـــــــار والقضايا الساخنة : اخبار الفن والفنانين : منتدى الحوار العام : منتدى المواضيع العامة : المنتدى العلمي : منتدى عذب الكلام : منتدى الشعر وهمس القوافـى : منتدى القصص والروايات : منتدى الحب ومشاكله العاطفية : منتدي المسابقات الادبيه .. : منتدى السياحة والسفر : منتدى الصــــور والطبيعه : منتدي الغرائب العجائب : منتدى النكت والتسالى : منتدى الالعاب والمسابقات : كـرسى الاعتــــراف : منتدى عروض المصارعه الحرة : منتدى الكرة المصرية : منتدى الكرة العربية : منتدى الكرة العالمية : منتدى برامج الكمبيوتر : منتدى الفوتوشوب : منتدى الشات : منتدى تطوير المواقع والمنتديات : منتدى العاب الكمبيوتر : منتدى الماسنجر وملحقاته : برامج انترنت : منتدى برامج - العـاب الجوال : منتدى نغمات الجوال - مقاطع فديو : منتدى رســــائل وخلفيات وثيمات الجــوال : منتدى الطفل والطفـوله : منتدى المحجــبات : منتدي حواء : طبق دربكة للمؤكلات والحلويات : منتدى الديكور و التصاميم المنزلية : منتدى الصحــــه والانســـان طب الاعشاب والطب البديل : قسم الاغانى العربيه واحدث الكلبات : قسم الاغانى الشعبيه : قسم اغاني الزمن الجميل : قسم الاغانى الاجنبيه واحدث الكلبات : الأفلام الأجنبية : الافلام العربية : المسلسلات والمسرحيات : منتدي الافلام الهندية : قسم الارشيف والمواضيع المحزوفه : قسم خاص للمشرفين : منتدى الشكاوى والاقتراحات : قريبا
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 44 بتاريخ السبت مارس 23, 2024 8:10 am